ما رأيك في حل القاضي النيوزلندي ؟

في نيوزيلندا أصدر قاض على عدد من أولياء الامور حكما بالسجن والغرامة لقيام أبنائهم المراهقين بأعمال شغب واعتداءات وتحطيم ممتلكات عامة·· القاضي الذي تصدى للقضية وأصدر الحكم على هؤلاء الآباء، برر في حيثيات الحكم أن تكرار قيام الأبناء بتلك الأعمال التي يعاقب عليها القانون، والتي ترقى إلى مستوى الأعمال الإجرامية، هو الذي دفعه إلى البحث عن طريقة لتأديب المراهقين ''الزعران'' الذين عجز القانون عن إيقافهم وعجزت العقوبات عن ردعهم وتربيتهم·
وقال القاضي انه في كل مرة يرتكب الأبناء تلك الأعمال، كان يتم توجيه اللوم والتحذير لآبائهم بضرورة التصدي لفلذات أكبادهم وعدم تركهم القيام بتلك الأعمال·· ولكن ''لا حياة لمن تنادي''·· فالقاضي اكتشف أن معاقبة الأبناء لم تعد تجدي، فالأعمال غير القانونية التي يرتكبها الأبناء المراهقون استمرت، بل زادت بدلا من أن تتناقص·· بمعنى أن العقوبة لم تعد تتناسب معهم، فكلما عوقبوا، كلما تمادوا أكثر في المخالفات وفي تجاوز القانون·
وأمام هذا الأمر لم يجد القاضي بدا من أن يبحث عمن يملك السيطرة والنفوذ على الأبناء غير العقوبة والقانون، خاصة وأن القوانين تكون في الغالب لينة ورحيمة مع الذين لم يبلغوا بعد السن القانونية، أي مع من هم أقل من ثمانية عشر عاما· ولكن القانون يستطيع أن يكشر عن أنيابه ويؤلم إذا عض أو نهش الآباء البالغين أو حتى قرصهم قرصة خفيفة·· والبالغون في هذه الحالات هم أولياء الأمور، فلم يكن أمام القاضي سوى الاهتداء إلى هذا الدواء الذي قد يكون علاجا لذاك الداء·· فقد لا تكون العقوبة مؤلمة أو رادعة للإبن، ولكنه بالتأكيد سوف يؤلم الأب أو ولي الأمر، فيدفعه الى أن يفكر ألف مرة قبل أن يترك ابنه عرضة للتأثر بأولاد الشوارع والحارات والصايعين الذين لا يضعون للقانون أي اعتبار·
وفي حكمه أيضا ذكر القاضي أنه يتمنى أن تحذو بقية المحاكم حذو المحكمة التي يصدر من خلالها الأحكام على الخارجين عن القانون، فهو مقتنع بأن ولي الأمر قد يكون له تأثير أو نفوذ أكبر من نفوذ القانون أحيانا·· وهؤ أيضا مؤمن بأن ولي الأمر الذي يعتبر مصدر الدخل للإبن ومصدر تزويده بالاحتياجات المالية، قد يكون له مفعول السحر مقارنة بالقانون الذي سينظر إلى عدة جوانب إنسانية واجتماعية وظروف أسرية ونفسية قبل أن يصدر حكما مخففا على المراهق الذي لم يبلغ سن الرشد بعد، فيعاقبه معاقبة تأديبية مخففة··
ترى كم ولي أمر من بين أولياء الأمور في مجتمعاتنا بحاجة لذاك القاضي النيوزيلاندي لكي يعلمه درسا في كيفية ردع ابنه المراهق عن اختراق القانون وعصيان بنوده؟·