هنا..وبعيداً ألفي ميل
وحتى تتفتح زهور العدل
ترفرف أشرعة الرحيل
المركب في انتظار الركب
والموكب من بعيد يميل
في المدن الضياع
في الأزقة الرعاع
عيون الجياع..تلتهم الأبدان
والعوام..قطاع الطريق
طريد غريق في بحر الأحزان
وحيد في سرداب عميق
أسير يعانق النفس الأخير
إن الأرض مدنسة الضمير
حريق يشتعل في صدور النائمين
شرار في عيون العابرين
ولا عزاء للصابرين
سرى الدمع في الحقول
دق طبل في القبور
أشواك تمزق وجه الزهور
عالم كبير..صغير حقير
وتدب أقدام العبيد
أبدان من زجاج
وقلوبهم من حديد
ماء النهر ملح أجاج
سكت طير عن غناء
وموج البحر..يأتي على استحياء
ولتذهب معهم أيها العظيم
إلى الجحيم
إن آمالي محطمة
وطموحاتي ذهبت أدراج الرياح
أعطني السكين
اقتل مسكين...وكريم
كي لايرى
أعطني محبرة
واسقني..من هذا الدلاء
إن حواسي عطشى
وأشواقي مبعثرة
دعني ...ولياخذني
هذا الطوفان
إن الحب أمواج وشطآن
وروحي معلقة
أروني من كوؤس النسيان
خذ ذكراي
وامح مني سالف الأيام
ليتني كنت شجرة
ليتني كنت ورقة
ليتني كنت نكرة
ليتني كنت رفات تدهسه الأقدام
إبك
ياعين مادام البكاء
واغسلي بالدمع آهات وأحزان
إنه إفك..ظلم وبهتان
مارد من صنع الأيام
متمرد في زمن العصيان
إحك
للثغر..للفجر
والطير،،على الأغصان
واسأل الليل
عن عمر..عن أحلام
ناج البدر
والكون..كامل الأوصاف
حاك العطر
والدر في الأصداف
إحك للنجوم
والزهر الفواح
غن لسنابل قمح في الوادي
واسمع لطير شاد
يتغنى بالجمال
أجيال...عقود وأزمان
وطريقنا الترحال
أحوال ألفناها
أحرار وحتى الممات
فلتعلُ ياصوت ماتعل
أو تطلق صرخات
لا تأثير...ولا حراك
أيها الرفيق
رب نور وبريق..في الآفاق
أيها السائل
إن معي الترياق
الظنون تقتل البسمة
مع كل فجر نسمة
وقسمة في الأرزاق
وأنت يا أنت
إبقى هناك
إني آت
أيها الزاجل
مضت سنوات
ورسائل....تحملها
وكلمة لم تقولها
هي لي ...أحكيها..أكتبها